هناك ما يقارب 14 مليار هاتف علي وجه كوكب الأرض -اي ما يقارب ضعف عدد البشر-. كيف تعمل كل هذه الأجهزة؟ وكيف تظل متصلة دائمًا رغم عددها الكبير؟
سواء كنت في منزلك أو خارجه، انت تعيش وسط زحام من الموجات الكهرومغناطيسية الغير مرئية. موجات الراديو، التلفاز، او حتى الألعاب التي تعمل بأجهزة تحكم. جميعها تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية. بينما القطاع الأكبر من الموجات الكهرومغناطيسية هي المستخدمة في الاتصالات والمحمول، التي تتزايد بشكل مستمر يومًا بعد يوم.
عندما تتحدث في الهاتف، يقوم المايكروفون بتحويل صوتك الى صيغة الواحد والأصفار أو الـ Binary Code، يقوم هاتفك بعد ذلك بتحويل هذه الأرقام إلى موجات وبثها عن طريق الهوائي أو الـantenna. تسير هذه الموجات بسرعة الضوء حتى تصل أقرب أبراج الاتصالات المنتشرة. يقوم برج الاتصالات بإستقبال الاشارة ومن ثم ارسالها الى احدى المحطات القاعدية التي تقوم بدورها ارسال الاشارة الى أقرب أبراج الاتصالات للهاتف الآخر ليستقبل الاشارة ويحولها إلى الصوت المسموع والعكس.
يتم إرسال كل مكالمة على تردد مميز لكي لا يحدث تداخل بين الإشارات، يظل عدد الترددات محدود ومع هذا العدد الكبير من الأجهزة، كيف يتم استيعاب الكل بدون مشاكل؟ راديو الارسال وحتى الاستقبال في جهازك لا يستهلك الكثير من الطاقة، وبالتالي لا تستطيع ارسال البيانات لمسافات طويلة. هذا ليس احد عيوب الهواتف وإنما هي متعمدة في التصميم، لكي يتصل بأقرب برج له والمسؤول عن منطقته. وبهذا يتم حل مشكلة تداخل الترددات. حيث أن ابراج الاتصالات توزع حسب الكثافة، لكي يتم توزيع كل الترددات بدون تداخل أو مشاكل في الخدمة. ولهذا تجد الابراج متواجدة أكثر في المدن الكبيرة وذات الكثافة العالية. ثم يتم بعد ذلك الاتصال بين أبراج الاتصال و المحطات القاعدية بما يعرف بالـBack-haul والذي يكون الياف ضوئية، أو حتى إشارات لاسلكية كذلك في حالة عدم توافر الألياف.
تكون المحطات القاعدية أو الـCore Network هو قلب عملية الاتصال، ويكون عددهم اقل بكثير. وتنظم عملية الاتصال وتبادل المعلومات بين كل برج والأخر، حتى تصل الى الهاتف الأخر.
تعليقات
إرسال تعليق