مع نزول تحديث الـiOS 14.3، قدمت أبل خاصية الـProRaw التي وعدتنا بها الشهر الماضي خلال مؤتمر إطلاق الأيفون. فما هي هذه الميزة، وكيف ستغير وجه التصوير الفوتوغرافي الى الأبد.
عندما تلتقط صورة بصيغة الـRaw علي هاتف ذكي أو كاميرا احترافية، تقوم بإلتقاط صورة غير مضغوطة تماما، والتي تكون عادة أكبر بكثير من صور الـJPEG العادية التي تلتقطها.
السبب وراء هذه المساحة الكبيرة هي كمية المعلومات التي تحتفظ بها هذه الصيغة. هذا معناه قابلية اكبر واحسن للتعديل عليها فيما بعد. المصورون المحترفون يميلون لاستخدام تلك الصيغة مما يمكنهم بالتعديل عليها بإحترافية بإستخدام البرامج مثل Lightroom لجعلها أكثر ملائمة لرؤيته. وبالرغم من مميزات الـRaw، كل ما يحدث من معالجة الصور واستخدامات الذكاء الاصطناعي فيها لن يتم تطبيقها عالصور التي يتم التقاطها بتلك الصيغة. للحصول على مميزات مثل الـSmart HDR، عليك استخدام الصيغ الأصغر وبالتالي فقدانك لإمكانية التعديل بشكل أفضل فيما بعد. بمعنى أن يجب ان تختار بين مميزات الذكاء الاصطناعي، أو مميزات التعديل الاحترافية، ولكن قد جاءت صيغة الـApple ProRaw لكي تقضي علي هذه التضحيات.
الـProRaw هو الهجين او سايبورج التصوير الفوتوغرافي، الذي يجمع بين أفضل ما في العالمين. ويأتي لإستكمال مسيرة الذكاء الاصطناعي في تحسين وتسهيل الأعمال البشرية. باختصار الـProRaw تلتقط صورة الـRaw بكل معلوماتها، ثم تقوم بتطبيق معالجة الصور عليها. وهذا يتضمن مميزات مثل الـDeep Fusion والـSmart HDR، وتطبيق المميزات مثل تقليل الضوضاء او الـNoise وزيادة التفاصيل في الصور وتحسينها. وفي نفس الوقت يتبقى لك الامكانية لتعديل الألوان، الإضاءة والتباين بشكل كبير واسع بفضل الاحتفاظ بمعلومات الصورة الكاملة.
هذا يجنب المصورين العملية المجهدة لبناء صور الـRaw من الصفر، وهذا سبب عدم دعم أبل صيغة الـRaw حتى الآن. فبدون أي معالجة، صور الـRaw تبدو مخيبة للآمال بدون اي تفاصيل مما يشكل تحدي لغير المتمرسين تعديل صورهم حتى تناسب ما يرضيهم. فتقوم الـProRaw بتولي أمر أصعب الأجزاء في عملية تحويل الصورة لصورة قابلة للإستخدام، وتترك التعديل اليدوي الى عملية أبسط تركز على العملية الفنية أكثر. أما المصورين الإحترافيين، فهذا سيقلل وقت تعديل الصور بشكل كبير.
سيشكل التصوير بالـProRaw ومن ثم التقنيات المشابهة التي ستوفرها مصنعي الأندرويد قفزة كبيرة في الاعتماد على الهواتف في المجالات الاحترافية، والتصوير بشكل عام. الأمر الذي قد يؤدي حتى لإضافة مميزات الذكاء الاصطناعي للكاميرات الاحترافية، الذي سيدمج قوة الذكاء الاصطناعي وقدرات العقل البشري الفنية وإحداث عصر جديد من الإبداع.
تعليقات
إرسال تعليق