مدخل USB-A هو مدخل نقل البيانات الأشهر في تاريخ الحواسيب و الذي لقي شهرة واسعة حتى أنه تغلب على الجيل الثاني منه الذي لم ينجح بسبب تمسك الناس بالجيل الأول، لكن في الآونة الأخيرة بدأ في التراجع و الإختفاء تدريجياً، إذاً ماذا يحدث في العالم التقنية؟
قصة تراجع الـ USB-A هي قصة صعود الـ USB-C. في مارس 2015، أعلنت Google عن تصميم الـ USB-C الذي لا تقتصر فقط قدرته على نقل البيانات، إنما يستطيع أيضاً إيصال الطاقة و توصيل الشاشات و يمتاز بأنه يمكن إستخدامه بشكل عكسي، بحجم مُقارب للـ MicroUSB لكنه أقوى بكثير و لديه سرعة خارقة بالمقارنة بالأجيال التي سبقته، يحقق المعني الأصلي للـ "Universal Serial Bus"، قدرة الـ USB-C كانت تتخطى متطلبات كل الأجهزة التي كانت موجودة حين إطلاقه، و هذا لمح إلى أنه قد يصبح متواجداً في كل الأجهزة مستقبلاًفي نفس اليوم التي نشرت فيه Google الفيديو التقديمي للـ USB-C، كانت Apple تُقيم مؤتمرها التي أعلنت فيه عن الـ MacBook الذي كان أول جهاز يعتمد على الـ USB-C بالكامل!
بداية من هذا اليوم، بدأت كل الشركات التابعة لمنظمة USB-IF التي تتضمن Microsoft و Intel و Apple بفرض إضافة هذا المدخل في الأجهزة الإلكترونية الجديدة.
كانت Huawei من أولى الشركات التي قامت بإضافة مدخل USB-C في هواتفها بسبب عمل الشركة مع Google جنباً إلى جنب في تلك الفترة على تطوير الهواتف الذكية.
في 2016، انضمت شركةٌ أخرى مهمة إلى تلك الحركة و هي Samsung التي قامت بإضافة مدخل USB-C إلى الـ Galaxy Note 7 و ساهمت بذلك في توسيع هينمة هذا المدخل و انتشاره في الهواتف الذكية.
قامت Intel و Apple بتصميم منفذ الـ Thunderbolt 3 على هيئة الـ USB-C بدلاً من الـ Mini-DisplayPort و دُمج فيه إمكانية توصيل بطاقة رسوميات خارجية، أصبح بذلك الـ USB-C هو المنفذ الملائم لكل شيء و أي شيء.
رغم دعم شركات كثيرة للـ USB-C، إلا أنه كان لا يزال أمامه طريق طويل حتى ينتشر في كل الأجهزة، لكن إحدى الشركات وجدت مصدر ربح عملاق يمكنها جَنْيه من إضافة هذا المدخل، Apple.. قامت Apple في أكتوبر 2016 بالإعلان عن تصميم الـ MacBook Pro الجديد الذي لم يكن لدى Apple سبب مقنع للإعلان عنه، هذا التصميم أُزيل منه كل المداخل المعروفة مثل الـ USB-A و الـ HDMI و الـ SD Slot و إعتمد بشكل كامل على مداخل الـ Thunderbolt 3 (المبنية على هيئة USB-C) و بذلك دفعت Apple المستخدمين لشراء أطنان من الـ Adapters لكي يستطيعوا إستخدام الإكسسوارات التي يمتلكونها! .. تخيل هذا الموقف، إذا كنت تريد شحن هاتفك الـ iPhone 7 في 2016 من الـ MacBook Pro كنت ستضطر إلى شراء سلك يقوم بالتحويل من USB-C إلى USB-A لتقوم بتوصيل سلك الشحن الذي يأتي في علبة الـ iPhone 7، إذا كنت تريد الإستماع إلى الأغاني عبر هاتفك بينما تقوم بشحنه من الـ MacBook Pro كان سيصبح الأمر أكثر سوءاً!! 😂
ما فعلته Apple على الرغم من أنه كان جشعاً، إلا أنه جعل من الـ USB-C المدخل الأشهر اليوم و هذا كان شيء جيد لأنه ساعد في جعل الأمر أكثر مرونة للمستخدمين عند توصيلهم لأي شيء، الآن أصبح بالإمكان الإعتماد على كابل واحد لتوصيل كل شيء، أليس كذلك؟ غير صحيح.. تابعنا لمعرفة الحقيقة وراء الـ USB-C
تعليقات
إرسال تعليق